أصــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــداف
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


لكل من يهتم بالثقافة والفن والرياضة
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 لقد طاااارت المكواة وحطت على خدها

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
شوشه في مهب الريح
عضو جديد
عضو جديد
شوشه في مهب الريح


انثى
عدد الرسائل : 10
العمر : 33
الموقع : في قلب دادي
العمل/الترفيه : مراجيح بيتنا
طاقة :
لقد طاااارت المكواة وحطت على خدها Left_bar_bleue55 / 10055 / 100لقد طاااارت المكواة وحطت على خدها Right_bar_bleue

تاريخ التسجيل : 27/09/2008

لقد طاااارت المكواة وحطت على خدها Empty
مُساهمةموضوع: لقد طاااارت المكواة وحطت على خدها   لقد طاااارت المكواة وحطت على خدها I_icon_minitimeالخميس ديسمبر 04, 2008 11:52 pm

- اليكم اخواني واخواتي هذه القصه التي حصلات في احدى دور الرعايه للاطفال وبطلت هذه القصه هي المربيه التي تعمل في احدى دور الرعايه للاطفال قصة تلك المكواة العجيبة جاءت على لسان طفلة صغيرة لم تتجاوز عامها السادس. ( لقد طارت المكواة وحطت على وجهي ) هذا ما قالته الطفلة للمحقق, ربما لأنها خائفة من عاقبة قولها الحقيقة وربما كانت تحول حالة الألم إلى حالة خاصة من المتعة كأن تعتبرها قبلة حارة من والدتها المتوفاة فأوقدت النار على خدها الأسيل أو لمسة دافئة من والدها بيد مشتعلة بشوقه لابنة لا تعرف شيئا عن أهلها... ولكم تصورت وتخيلت ببعد نظرية الكأس الملآن أن تلك النار الحارقة التي جثمت على وجهها يمكن أن تكون مسحة حنان من أنامل مربيتها فأشعلت جمرا في كيانها وذكرها بغربة الحب والعاطفة التي حرمت منهما ومن كل أمل كانت ترنو إليه حين أتوا بها إلى ذلك المكان الموحش والظالم.. حتى الكأس الذي كانت تجده ممتلئا قد سقط من حساباتها وتكسر وانزلقت منه وشىً وبقايا التفاؤل بما يسمونها حياة ومستقبل، فقبل ذلك اليوم كانت السماء ما تزال زرقاء لكن زرقتها غدت بلا لون وجمال... والشمس كانت حارقة إنما حرارتها غدت خافتة، لأن هناك ما هو أشد حرقة وإيلاما...! حين انسلت يد المربية على جسدها الصغير وسحبته من حق وجوده في الدنيا كباقي البشر, من حق الطفولة, وحق كيانها الإنساني لتجد نفسها وبلحظات قليلة أمام هول المصائب وأمام امرأة كان يمكن لها أن تعطيها الحنان غير أنها كانت المخططة لملذات وساديات التعذيب التي ترضي وتشبع النفوس المريضة.

- وقفت الطفلة أمام مربيتها الشهيرة بوجهها المقنع الذي يبدو جميلا لكنه يخفي تحت قناعه المزيف محصولا وافرا من القهر والكبت الذي عانت منه في ماضيها, وها هي ذي الآن تأتي الفرص لتفرغ مخزونها الملوث والمسنود بشهادات عالية بفن التعذيب وحسن الجمال لتمرير مرادها على من تشاء من المسؤولين ، إضافة إلى شهادة أخرى بإظهار السذاجة والبساطة على مظهرها فتبدو وكأنها ملاك رحمة وحمل وديع لا يقوى على إيذاء نملة.

- فقدت المربية أعصابها وهي التي جاهدت وناضلت محاولة إقناع الصغار بالنوم فلم تفلح وكأن في قرارة أنفسهم أسئلة يطرحونها على ذاتهم ولم يهتدوا إلى الإجابات، فلمَ النوم والوقت مازال مبكرا؟ إلا أن إصرار مربيتهم وإلحاحها الشديد عليهم وتعنتهم الطفولي البريء أفقدها صوابها وجر إلى عقلها المريض فكرة جهنمية تشبه قانون كبش الفداء ! لكن هذه المرة لم يكن كبشا بل حملا صغيرا لا يقوى على الدفاع عن نفسه ولا يجرؤ حتى على الشكوى...

- وقفت الطفلة متجمدة أمام هرم الظلم وعبقرية التعذيب تنظر إلى جسد أنثوي اختفت عنه معالم الرحمة والإنسانية وتكشفت منه رؤى الشر والرعب وأساليب تعذيب لم تختبر في ملجأ أو سجن في العالم.

- تسمرت عيني الطفلة وهي ترقب المكواة الساخنة!.. تصاعدت أنفاسها وتضاعفت ضربات قلبها الصغير, وبدا جسدها النحيل يرتعد ويرتجف منتظرا ما سيحدث من عقاب على ذنب لم تقترفه.. يا لهذا الدرس التربوي الحديث الذي يجعل الأطفال ينامون باكرا بهدوء وسلام...

- حرق وجه الطفلة عمدا وبأعصاب باردة أمام أعين باقي الصغار الذين تعالت أصواتهم بالنحيب والخوف , ولكم توسلوا إلى مربيتهم ألا تفعل ذلك لكن ذلك حدث وانتهى الأمر. ويبدو أنه كان درسا موفقا في أصول التربية الحديثة لذلك خاف الصغار وناموا, وأي نوم كان في ظل ما كان .. فهل ما شاهدوه بأمهات أعينهم كان وهما أم حقيقة؟

أكان حلما أم كابوسا..؟ لقد باتوا ليلتهم يتساءلون عن آلام الحروق وكيف تكون وما الذي ستخلفه من تشوهات وآلام؟ هل ستموت شقيقتهم بالمصاب والمكان؟ أم أنها ستبقى شاهدا حيا يذكرهم بالانصياع الدائم والمثول للأوامر مهما كانت قسوتها وشدتها وصعوبة تنفيذها؟ أسئلة كثيرة طرحت فيما بينهم وفي داخلهم المحطم.. لكن الإجابات كانت تأتيهم من صراخ وبكاء الطفلة التي سُخَر وجهها لأن يكون مادة للتجربة وتفريغ الشر الذي أنهي ثورة المربية الجامحة وبذلك تكون قد أشبعت داخلها السادي المريض برؤية طفلة تبكي وتتألم, ثم راحت تترجم ما بقي لديها من رغبات في زوايا وحنايا المكان المظلم تحت ستار الليل ويد المسؤولين الذين ربتوا على كتفها ونقلوها إلى قسم يقربها أكثر إلى نزواتها.

- بطريقة أو بأخرى انكشف الأمر.. بلسان طفل تجرأ وأخبر أمه النزيلة في نفس المكان.. بجرأة لم يعهدها القائمون على رعايتهم.. كشمعة ظهرت مخترقة الظلام وتحدث عن الدرس التربوي الذي شاهدته عيناه.. بوجود أبناء صوفيا وحكمتهم وهدفهم النبيل... وبمساعدة الأيدي البيضاء الممدودة لعمل الخير وصل الصوت.. حاولوا إخفاءه لكنه وصل.. حاولوا قطع تلك الأيدي لكنها بقيت ممدودة تقطع هي طرق الشر وتعرقلها .! سمع المحققون عن دروس التربية الحديثة وحضروا إلى المكان, وقفت الطفلة المشوهة أمامهم بخوفها وصمتها المعهود الذي تربت وتعودت عليه لكن خوفها بدأ يتلاشى مع نبرة المحقق الذي طمأنها وأكد لها أنه يريد مصلحتها. ومع ذلك كله كان لا بد لفلول الخوف أن تسيطر عليها حين سألها عن الحرق الذي في وجهها فأجابته:

- لقد وقعت على المدفأة

- لكن أيتها الصغيرة نحن نعلم أن وجهك قد حرق بالمكواة فمن هو الذي فعل

ذلك؟

- لقد طارت المكواة من مكانها وحطت على وجهي.

نعم بهذه البساطة أجابت الصغيرة على سؤال المحقق وكانت عفويتها بحد ذاتها إجابة واضحة وكافية لتأكيد فعل الإجرام الذي تعرضت له، وليدرك المحقق حجم الظلم والإرهاب الذي يعيشونه نزلاء ذلك المكان في الوقت الذي يفترض أنهم ينعمون بالخيرات التي تأتي لمعونتهم وبرعاية من تولوا وأقسموا أنه سيعوضونهم ما حرموا منه من عاطفة وحب وحنان وفقر وبؤس, لكنهم كانوا أبعد ما يكونوا عن ذلك التعويض بل على العكس فقد أتاهم أشد سطوة وضراوة وغدا المكان وكأنه مجرد جدران تحوي الظلم والجوع والعوز وأن الحياة خارجه ربما كانت أرحم قليلا وأقل ظلما وتعبا. اني عندما قراءة هذه القصه عرفت انه لااحد احن ولا ارحم للاطفل من امهي التي انجبته فسبحان الله قلب بلى رحمه ولاشفقه.



منقوووووول
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
لقد طاااارت المكواة وحطت على خدها
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
أصــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــداف  :: أصداف دينية وثقافية :: أصداف ثقافية-
انتقل الى: